[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
أمرٌ مهمٌ جداً.
يعتبر الحوار من الأمور التي نمارسها باستمرار
وإتقان هذا الفن
فأسلوب الحوار والكلام يدلُّ
على شخصية وسلوك وأخلاق
المتحدث في اكتساب محبة الناس .
والحوار كلمة جميلة رقيقة تدلُ على :
التفاهم والتفاوض والتجانس
ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم
في قوله :
{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ }
ويوم أن تَحاور عليه الصلاة والسلام مع
المرأة الضعيفة المسكينة
التي تشكو من زوجها قال سبحانه :
{ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا }
فسمع الله هذا الحوار ونَصّ عليه
في كتابه العزيز
رِفعةً لشأن الحوار وإثباتاً لأهميته .
وقد ميّز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات
بصفة الكلام والحوار
وأثنى على ذلك في آيات كريمات :
ففي التحاور مع الأبناء :
{ يَا بُنَيَّ } كما قال لقمان عليه السلام لابنه
وفي التحاور مع أهل الكتاب
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء
بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ }
قواعد الحــــــوار :
الإخلاص والتجرد
على المحاور أن يتجرد من التعصب
ويقبل منك رأيك
وألا يسلم ويقر دون أن يناقشك .
إحضار الحجة
فإنّ صاحب الحجة قوي
قال الشافعي :
" من حفظ الحديث قويت حجته "
والحجة إمّا أن تكون :
عقلية قاطعة
أو نقلية صحيحة
السلامة من التناقض
فإنّ من الواجب على المحاور
أن لا يناقض كلامه بعضه بعضا
لأنّ بعض النّاس ـ لقلة بصيرته ـ يأتي بكلام
ليس مترابطًا في موضوع واحد
وإنّما يتعارض مع بعضه .
الاتفاق على المسلّمات
فالأصول لا يُناقش فيها ولا يُحاور ففي الملة
ثوابت لا ينبغي أن نضيع أوقاتنا بالجلوس
لمناقشة الأصول الثابتة :
كألوهية الله سبحانه وتعالى واستحقاقه للعبودية
وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله
وأنّ أركان الإسلام خمسة.
فهذه أمور مسلّمات ومقررات مجمع عليها
وفي مناقشتها تشويش على النّاس
وتضييع لوقتك وأوقات الآخرين .
أن يكون المحاوَر أهلًا للحوار
فلا تأتِ برجل مشهور عنه
الجهل والطيش وتحاوره
لأنّ أذاه أكثر من نفعه .
نسبة القرب والبعد من الحق
فالأمر نسبي ، إذ لا يشترط دائمًا أن يكون
مئة بالمائة
فإن وافقني في كل شيء
فهو أخي أتولاه وأدعو له في أدبار الصلوات
وإن خالفني
فهو عدوي أتبرأ منه وأدعو عليه
التسليم بالنتائج
فإذا توصل المتحاورون في حوارهم إلى أمور
فعلى المغلوب أن يسلم للغالب
وهذا من طلب الحق
" إنّ أهل الخير وأهل السنة يكتبون
ما لهم وما عليهم ".
المحاورة بالحسنى
يقول العلماء :
أن تحاوره فلا تتعرض
لشخصه، ولا لنسبه وحسبه وأخلاقه
وإنّما تحاوره على القضية .
الإنصاف في الوقت
فإذا حاورت إنسانًا فلا بد أن تتفق معه
وتقول له :
تصبر لي وتسمع مني حتى أنتهي
وأصبر وأسمع منك حتى تنتهي
لك خمس دقائق ولي خمس دقائق ـ مثلًا ـ
أو لك نصف ساعة ولي نصف ساعة
لا تقاطعني ولا أقاطعك .
حسن الإنصات
فكما تطلب من محاورك أن يُحسن الإنصات
والاستماع إليك ـ وهو من الأدب ـ
فعليك أن تستمع له إذا حاورك لأنّ بعضهم
ينقصه حسن الإنصات
وحسن الإنصات من حسن الخلق .
وصدق الله العظيم إذ يقول :
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ
ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [b]